في كثير من البلاد أن هذه الدعوة التي تدعون إليها هي تفرق ولا توفق كأنهم يعنون أن غاية الإسلام هو الجمع بين متناقضات كما هو شأن بعض الجماعات القائمة اليوم فهي تجمع بين السني وبين البدعي .. بين السلفي وبين الخلفي وهكذا.
وقد يكون في بعضهم من هو ليس كما يقال اليوم هو من أهل السنة والجماعة، وهذا يذكرني بكلمة سجلتها آنفاً عندي أردت أن ألفت النظر بمناسبتها: جاء في كلمتك بارك الله فيك ذكر أهل السنة والجماعة .. هذا الاسم أرى أن استعماله اليوم لا يعبر عن دعوة الحق؛ ذلك لأن هذا الاسم أهل السنة والجماعة كان ولا يزال يطلق على مذهبين عقديين هم الأشاعرة والماتريدية فهؤلاء هم أهل السنة والجماعة وما كان يخطر في بال أحد هؤلاء الذين ورثنا منهم هذا الاصطلاح أنه يدخل في أهل السنة والجماعة أهل الحديث أتباع السلف الصالح.
لهذا وقد أمرنا أن نُكَلِّم الناس على قدر عقولهم فأنا أرى أن نستعيض بديل هذه الكلمة هي التي نحن ندندن دائماً حولها وحينما نؤكد على الناس أنه لا يكفي اليوم أن نقتصر في الدعوة على الكتاب والسنة فقط وهذا لا بد منه وإنما يجب أيضاً أن نضم إلى دعوة الكتاب والسنة ضميمةً أخرى هي الحكم الفصل بين كل الجماعات التي تنتمي إلى الإسلام مع البعد الشاسع القائم بينها.
فمثلاً الشيعة والرافضة هم ينتمون إلى الكتاب والسنة، وهم يزعمون أنهم يعملون بالكتاب والسنة، لكن السنة عندهم لها مفهوم غير المفهوم عند أهل السنة، يعني: عند أتباع المذاهب الأربعة، ثم هؤلاء الأتباع أتباع المذاهب الأربعة كماهم اليوم ونحن نعيش اليوم لا يفهمون السنة كما جاء في السنة حينما ذكر الرسول عليه السلام الفرق الثلاث والسبعين وقال عنها: كلها في النار إلا واحدة ووصف الفرقة الناجية بأنها التي على ما كان عليه الرسول عليه السلام وأصحابه الكرام، لا يفهمون السنة بهذا القيد، أي: ما كان عليه أصحاب الرسول