وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ} [(101) سورة الأنعام] ونفي المِثْل {فَلاَ تَضْرِبُوا لِلّهِ الأَمْثَالَ إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} [(74) سورة النحل] {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [(11) سورة الشورى] {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ} [(165) سورة البقرة].
فذم سبحانه وتعالى الذين اتخذوا من دون الله أندادا في المحبة يحبونهم كحبهم لله.
والسمي، والند، والكفء أو الكفو، والمثل؛ كلها ألفاظ متقاربة تفسر بالمثل، والشبه، والشبيه، والنظير، فإنه سبحانه وتعالى لا سمي له، ولا كفو له، ولا ند له، ولا يقاس بخلقه، ونفي هذه النقائص يستلزم إثبات الكمال، وتفرده به، فهو سبحانه وتعالى المتفرد بربوبيته، وإلهيته، وأسمائه، وصفاته، {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ} [(91) سورة المؤمنون] نفى الولد، ونفى الإله، لو كان مع الله إله آخر لكان للإله خلق، ولانفرد، وذهب كل إله بما خلق، ولعلا بعضهم على بعض، ولكنه ما ثَمَّ إلا إله واحد، هو الإله الحق، وكل ما يعبد من دون الله فهو معبود بالباطل.
فليس في الوجود إله حق إلا الإله الواحد {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} (163) [سورة البقرة] {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [(25) سورة الأنبياء] لا إله إلا الله: أصل دين الرسل كلهم من أولهم إلى آخرهم، لا إله إلا الله: نفي لإلهية ما سوى الله، وإثبات الإلهية له تعالى، ولا يتحقق التوحيد إلا بذلك بإثبات الإلهية له، ونفي الإلهية عما سواه، ثم تخصيصه بالعبادة، وعبادته تعالى وحده، وترك عبادة ما سواه {وَاعْبُدُوا اللهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} [(36) سورة النساء]
قوله تعالى: {تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ}
تبارك: هذه الكلمة تدل على التنزيه، والتقديس، تنزيه الله تعالى، وتقديسه عن كل النقائص، والعيوب من: الشركاء، والأنداد، والأولاد.