وفيها: الدلالة على أنه تعالى ذو الخيرِ، والبركةِ، والبركةُ: هي الخير الكثير، وهو سبحانه وتعالى الذي بيده الخير، وهو الذي له الأسماء الحسنى، والصفات العلا.
وتبارك: تدل على أن بركته تعالى ذاتية ليست مكتسبة، أما المخلوق فما يكون فيه من بركة، فهي بركة موهوبة.
قال الله عن عيسى عليه السلام {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا} [(31) سورة مريم] فالعبد يكون مباركا، ولا يقال في العبد: إنه تبارك، لا تقل: فلان تبارك، كما يجري على ألسنة بعض الناس يقولون: تباركت علينا يا فلان، أو تبارك هذا الشيء، تباركت هذه السلعة، أو هذه الدار .. هذا غلط، والصواب أن تقول: هذه سلعة مباركة، وهذه دابة مباركة، وسيارة مباركة، وهذا شيء مبارك، وما إلى ذلك .. (?) فالله يجعل البركة فيما شاء من خلقه، أما الله تعالى فبركته ذاتية له، فهو الذي يوصف بأنه تبارك، يقال: تبارك الله أحسن الخالقين، تبارك الله رب العالمين، تبارك الذي نزل الفرقان على عبده.
فـ (تبارك) لا تضاف إلا إلى الله، أو إلى اسم من أسمائه، {تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [(78) سورة الرحمن]
وتقدم (?): أن القاعدة فيما يوصف الله به من النفي: أن يكون مجملا لا مفصلا، وهذا هو الغالب، وقد يأتي النفي مفصلا؛ فنفي الكفء، والند، والسمي، والمثل؛ كل هذا من قبيل النفي المجمل؛ لأنه نفي مطلق عام، فلا سمي له، ولا كفء له، ولا ند له، لا في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله، فهذا نفي مجمل.
أما نفي الولد، ونفي النوم والسِّنة، ونفي الصاحبة؛ فهذا من النفي المفصل.