فالرسل جاءوا في صفات الله بإثبات مفصَّل، وبنفي مُجمَل، ولكن قد يأتي الإثبات مجملاً، كما قد يأتي النفي مفصَّلاً، لكن القاعدة الغالبة هي: التفصيل في الإثبات، والإجمال في النفي. وسيأتي لهذا المعنى مزيد إيضاح عندما نصل إلى شواهد النفي (?)، فيحصل تطبيق هذه القاعدة، وإيضاحها.

وهذا النفي الذي يوصف الله به هو: النفي المتضمن لإثبات كمال، فكلُّ نفي ورد في صفاته سبحانه؛ فإنه متضمن لإثبات كمال ضدِّه.

أما النفي المحض الذي لا يتضمن ثبوت كمال؛ فهذا لم يصف الله به نفسه؛ لأن النفي الذي لا يتضمن ثبوت كمال لا يكون مدحا، ولا كمالا.

وإذا كان هذا ما جاءت به الرسل فلا عدول لأهل السُنة والجماعة عمّا جاء به المرسلون صلوات الله وسلامه عليهم، بل هم مقتفون لآثار الرسل لا سيما خاتمهم الذي له على أمته من واجب الإيمان، والمحبة، والإتباع ما ليس لغيره - صلى الله عليه وسلم -.

يقول الشيخ: "فلا عدول لأهل السنة عما جاءت به المرسلون"

أهل السنة الفرقة الناجية المنصورة، لا محيد لهم، ولا عدول لهم عن طريق المرسلين.

قال سبحانه وتعالى لنبيه بعدما ذكر الأنبياء والمرسلين إجمالا وتفصيلا قال: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [(90) سورة الأنعام] فالصحابة والتابعون ماضون على سبيل الرسول - صلى الله عليه وسلم - {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ} [(108) سورة يوسف]، وسبيل الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو سبيل المؤمنين {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا} [(115) سورة النساء].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015