"سبحان" هذه الكلمة تدل على التنزيه، وعلى نفي المعائب، والنقائص قال تعالى {سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ} [(171) سورة النساء]، {سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [(31) سورة التوبة]

"وسلَّم على المرسلين"، سلام من الله على رسله {وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ} [(181) سورة الصافات]. وإنما سلَّم عليهم؛ لأنهم أولياؤه الصادقون فيما أخبروا به عنه، المحقون فيما يصفون به ربهم، ولهذا يقول الشيخ: وسلّم على المرسلين لسلامة ما قالوه من النقص والعيب، ومن الشرك والإفك.

{وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [(182) سورة الصافات]. ثناء من الله على نفسه بإثبات الحمد كله له؛ لما له سبحانه وتعالى من الأسماء الحسنى، والصفات العلا، وبديع المخلوقات.

فهذه الآيات فيها تنزيه، وتحميد، وتمجيد، وثناء على المرسلين صلوات الله وسلامه عليهم، فالرسل هم الأئمة، وهم القدوة، ولنا فيهم أسوة، وسبيلنا سبيلهم، ولا سيما نبينا خاتم النبيين - صلى الله عليه وسلم -.

يقول الشيخ: "وقد جمع سبحانه وتعالى فيما وصف وسمى به نفسه بين النفي والإثبات":

وهذه قاعدة في باب الأسماءِ والصفات "الجَمْع بين النفي والإثبات" معناها أنه موصوف بإثبات الفضائل، والكمالات، وموصوف بنفي النقائص والآفات، والمدح لا يكون بالإثبات فقط، ولا بالنفي فقط، وإنما يكون بالنفي، والإثبات.

ومما ينبغي التنبيه عليه في هذا المقام أن النفي والإثبات الذي جاء في النصوص القاعدةُ فيه هي:

الإجمال في النفي، والتفصيل في الإثبات؛ فالإثبات يأتي مفصَّلا في: تعداد الأسماء، وتعداد الصفات، وتعيينها.

أمَّا النفي؛ فيكون عامًّا مطلقًا، وهو ما يعبَّر عنه بالإجمال، هذا هو الغالب على طريقة الرسل صلوات الله وسلامه عليهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015