أحوال من أحوال دار البرزخ. ومعنى البرزخ: الحاجز بين الدنيا، والدار الآخرة {وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [(100) سورة المؤمنون] وهو: ما بين الموت إلى البعث.

وقد دل القرآن، والسنة المتواترة (?) على فتنة القبر وعذابه. والفتنة: الابتلاء، والمراد بفتنة القبر: سؤال الملكين: منكر ونكير للميت " فإن الميت إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه أتاه ملكان فيقعدانه ويسألانه يقولان له: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟

فأما المؤمن فيقول: ربي الله، وديني الإسلام، ونبيي محمد، وأما الكافر فيتلجلج ويحار، فيقول: هاه هاه لا أدري فـ {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ} كما ذكر ذلك سبحانه وتعالى في كتابه، فهذه الآية فسرت التثبيت في القبر {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} بالاستقامة على الإسلام حتى الموت {وَفِي الْآخِرَةِ} بالتثبيت عند فتنة القبر.

وقد صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " إنه أوحي إلى أنكم تفتنون في قبوركم مثل أو قريبا من فتنة المسيح الدجال: فيوتى أحدكم فيقال: ما علمك بهذا الرجل؟ فأما المؤمن فيقول: هو محمد رسول الله جاءنا بالبينات والهدى فأجبنا واتبعنا هو محمد ثلاثا، فيقال نم صالحا قد علمنا إن كنت لموقنا به، وأما المنافق فيقول: لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا؛ فقلته " (?). تفتنون: يعني تمتحنون بالسؤال.

وبعد هذه الفتنة إما نعيم وإما عذاب، ومن عذاب الشقي أنه إذا تحير في الجواب، وقال: سمعت الناس يقولون شيئا فقلتُ، يُوكل به من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015