منهم الشمس، ويلجمهم العرق، وتنصب الموازين فيوزن فيها أعمال العباد {فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ} وتنشر الدواوين ـ وهي صحائف الأعمال ـ فآخذٌ كتابه بيمينه، وآخذ كتابه بشماله، أو من وراء ظهره كما قال سبحانه {وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا * اقْرَا كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} [(13 - 14) سورة الإسراء] [30/ 1]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الشرح ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الإيمان باليوم الآخر هو أحد أصول الإيمان الستة التي فسر بها النبي - صلى الله عليه وسلم - الإيمان، وهو الأصل الخامس: الإيمان باليوم الآخر، أو بتعبير آخر: الإيمان بالبعث بعد الموت.
ويدخل في الإيمان باليوم الآخر أشياء كثيرة مما جاءت به النصوص، فكل ما أخبر الله به في كتابه، أو أخبر به رسوله - صلى الله عليه وسلم - مما يكون بعد الموت فهو داخل في الإيمان باليوم الآخر.
فالدور ثلاث: دار الدنيا ـ وهي دار العمل ـ ودار البرزخ، والدار الآخرة ـ وهُما دارا جزاء ـ.
فيجب الإيمان بما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة من: فتنة القبر، وعذابه، ونعيمه، وما يكون بعد ذلك من القيامة الكبرى؛ فإن القيامة قيامتان:
قيامة صغرى: وهي الموت الذي يكون به الانتقال من دار الدنيا إلى دار البرزخ.
وقيامة كبرى: وهي التي أخبر الله تعالى بها في كتابه، وعلى لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وأجمع عليها المسلمون.
فإنه تعالى يبعث الأموات من قبورهم {وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ} [(7) سورة الحج] وفتنة القبر وعذابه ونعيمه: