بمعنى أنه هو الموصوف بها، فهو المصلي، والصائم، والآكل، والشارب .. ونحوها.
فلا فعل للعبد عندهم، ولا إرادة ولا مشيئة، وحركاته لا اختيار له فيها؛ بل مَثَله مَثَل الريشة في مهب الريح، وحركته كحركة الأشجار، وحركة المرتعش، والعروق النابضة.
ويقابلهم القدرية، ومنهم المعتزلة، ينفون القدر، والجبرية يثبتونه، لكنهم يغلون في الإثبات.
وأما القدرية فيراد بهم ـ في الغالب ـ النفاة الذين يقولون: إن الله تعالى لا يقدر على أفعال العبد، ـ بمعنى ـ أن العبد يخلق فعله، فيتصرف دون مشيئة الله، ودون قدرته، فالله لا يقدر أن يجعل هذا مؤمنا وهذا كافرا، ويجعل المطيع عاصيا أو العاصي مطيعا، أو الكافر مؤمنا أبدا.
فالعبد يفعل بإرادته المحضة المطلقة المنقطعة عن مشيئة الله، وعن قدرة الله، فينفون عموم المشيئة، وعموم الخلق.
وأهل السنة والجماعة بين ذلك، وسط في أفعال الله، فيقولون: إنه تعالى خالق كل شيء، فجميع ما في الوجود خلقه، فهو تعالى خالق السموات والأرض ومن فيهن، وهو خالق العباد، وخالق قدرتهم وإرادتهم، وخالق أفعالهم {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} [(62) سورة الزمر] {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} [(96) سورة الصافات].
ولكن للعبد فعل، فأفعال العباد ليست أفعالا لله، فالعبد هو المصلي والقائم، والراكع والساجد، والآكل والشارب، والصادق والكاذب، والظالم والسارق، وهكذا.
العبد هو الذي يوصف بهذه الأفعال، هي أفعال للعبد، لكنها واقعة بمشيئته تعالى وبقدرته، وهي مفعولة له ليست فعلا له، المفعول غير الفاعل، المفعول: هو الشيء المصنوع المنفصل عن الفاعل.
وأما الفعل فمن شأنه أن يقوم بالفاعل.