أي: عدولا خيارا، فلا إفراط ولا تفريط، ولا غلو، ولا جفاء، ولا تقصير، ولا تجاوز، اعتدال، واستقامة، والوسطية تحقق الاستقامة، والاستقامة هي: لزوم الصراط المستقيم، فلا انحراف هنا، ولا هناك.

كما أن الأمة المحمدية التي تحقق لها الإيمان بالله ورسوله، ولم تأت بما تخرج به عن الإسلام وسط في الأمم، وإن كان لبعضهم ذنوب وأخطاء، وعند بعضهم بدع.

لكن ما دام أنه قد تحقق لهم الإيمان ظاهرا وباطنا، ولم يأت أحد منهم بما يخرج به عن الإسلام، فإنه من الأمة المحمدية التي يثبت لها هذا الوصف بحسبها، فكل من كان أتم استقامة كان حظه من الوسطية بحسب ذلك.

المقصود أن الشيخ يقول: إن الفرقة الناجية -أهل السنة والجماعة- وسط في فِرق الأمة، كما أن الأمة وسط في الأمم، ثم يفصل ذلك في مسائل يقول:

فهم وسط في باب صفات الله بين أهل التعطيل الجهمية، وأهل التمثيل المشبهة، أهل التعطيل ينفون صفات الرب، ويعطلون الرب عن صفات كماله، ويعطلون النصوص عما دلت عليه من الحق، وشرهم الجهمية إذ ينفون الأسماء والصفات، ويدخل فيهم المعتزلة، فإن لفظ الجهمية إذا أطلق يتناول المعتزلة.

ويقابلهم أهل التمثيل، الذين يمثلون صفات الرب بصفات الخلق، يقول أحدهم: له يد كيدي ـ تعالى الله ـ، وسمع كسمعي، وبصر كبصري، وهكذا، فهؤلاء أهل التمثيل.

وكل من المذهبين ضلال وكفر، كما قال الإمام نعيم بن حماد (?) ـ رحمه الله ـ:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015