الخنازير، والحشوشِ" (?).
وكفى بهذا تنقصا لرب العالمين، فالله أعلى، وأجل من أن تحيط به مخلوقاته، وأن يحويه شيء من مخلوقاته، بل هو العلي العظيم، العلي فوق كل شيء، العظيم الذي لا أعظم منه، فلو كان حالا في كل مكان لما كان هو العلي، ولما كان هو العظيم مطلقا.
وهؤلاء الضلال عمدوا لهذه النصوص الكثيرة، فحرفوها كما حرفوا نصوص الاستواء، أو فوضوا، فقد يقولون:
{بل رفعه الله إليه}: رفع الله عيسى إلى محل عظمته، وسلطانه؛ هذا من نوع تحريفاتهم
و {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ} إلى محل عظمته، وسلطانِه؛ وسلطانُ الله في كل مكان.
وقوله تعالى {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} يقولون: أأمنتم من في السماء أمره، وأمرُ الله سبحانه وسلطانه نافذ في كل شيء.
فيؤولون النصوص بنحو هذه التأويلات السمجة.
والنصوص دالة على أن من العباد، ومن المخلوقات ما هو عنده {إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ} هؤلاء الملائكة المقربون.
فعندهم: أن الله في كل مكان، والملائكة لا تعرج إليه، ونسبة كل المخلوقات إلى الله نسبة واحدة ليس بعضها أقرب إلى الله من بعض.
وكفى بهذا تنقصا لرب العالمين، وتلاعبا بكلامه سبحانه وتعالى حيث يصرف عن وجهه، ويحرف عن مواضعه، ويدعى أن كل هذه النصوص ليست على حقيقتها بل هي مجاز.
إذاً؛ يجب الإيمان بأنه تعالى له العلو بكل معانيه، والفوقية بكل