ووجه دلالة هذه الآية على العلو: أن فرعون تظاهر بأنه يطلب إله موسى في السماء، مما يدل على أن موسى قد أخبره بأن إلهه في السماء، فذهب الطاغية يقول لوزيره هامان: {ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى} يعني: الذي يزعم أنه في السماء، فهذا هو وجه الاستدلال بهذه الآية على أن الله في السماء.
8 - التصريح بوصف العلو {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} العلي: اسم من أسمائه؛ فله العلو بكل معانيه، وله الفوقية بكل معانيها: ذاتا، وقدرا، وقهرا.
وغيرها من أنواع الأدلة (?). وأنكر المعطلة علو الذات (?)، وعلو القدر؛ وإنْ أثبتوه لفظا فما أثبتوه في الحقيقة؛ لأن من نفى صفات الرب تعالى، ونفى أسماءه فما أثبت لله علو القدر {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ}.
فالعلو الذي فيه نزاع بين أهل السنة، وطوائف المبتدعة، هو علو الذات، فأهل السنة يؤمنون بما دلت عليه هذه النصوص من أنه في العلو، فوق جميع المخلوقات، فهو سبحانه عال بذاته فوق جميع المخلوقات، فهو العلي الأعلى {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}.
وأما أهل البدع ـ نعوذ بالله من الضلال، وزيغ القلوب ـ فيقولون: إنه ليس في السماء، ليس في العلو، بل هو في كل مكان، حال في المخلوقات، وهؤلاء هم الحُلولية الذين رد عليهم الإمام أحمد، وقال: "إن قولكم يستلزم أن يكون الله في أجسامكم، وأجوافكم، وأجواف