ولذلك حذر النبي صلى الله عليه وسلم أمته من البناء على القبور وتجصيصها واتخاذ السرج عليها. كل ذلك خوفا من أن يكون وسيلة إلى الصلاة عندها ودعاء الميت والاستغاثة به فمما ورد عنه صلى الله عليه وسلم في ذلك ما ثبت في الصحيحين والسنن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن البناء على القبور وأمر بهدمها كما قال مسلم في صحيحه: حدثنا يحيى بن يحيى حدثنا وكيع عن سفيان عن حبيب بن ثابت عن أبي وائل عن أبي الهياج الأسدي قال: قال لي علي: ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ألا تدع تمثالا إلا طمسته ولا قبرا مشرفا إلا سويته) ، وساق بسنده عن جابر قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجصص على القبر وأن يبنى عليه وأن يكتب عليه) ، وساق عن ثمامة قال كنا مع فضالة بن عبيد بأرض الروم فتوفي صاحب لنا فأمر فضالة بقبره فسوي فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بتسويتها) . وقال الترمذي: باب ما جاء في القبور: حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن ابن مهدي حدثنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن وائل أن عليا رضي الله عنه قال لأبي الهياج الأسدي ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تدع قبرا مشرفا إلا سويته ولا تمثالا إلا طمسته) ، وقال في الباب عن جابر رضي الله عنه وقال ابن ماجة في باب ما جاء في النهي عن البناء على القبور وتجصيصها والكتابة عليها: حدثنا زهير بن مروان حدثنا عبد الرزاق عن أيوب عن أبي الزبير عن جابر قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تجصيص القبور) ، حدثنا عبد الله بن سعيد حدثنا حفص بن عثمان عن ابن جريج عن سليمان بن موسى عن جابر قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكتب على القبور شيء) . حدثنا محمد بن يحيى حدثنا محمد بن عبد الله الرقاشي حدثنا وهب حدثنا عبد الرحمن بن زيد عن القاسم ابن مخيمرة عن أبي سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يبنى على القبور) .
وقال النووي رحمه الله في شرح مسلم: قال الشافعي في الأم:
(رأيت الأئمة بمكة يأمرون بهدم ما يبنى) ، ويؤيد الهدم قوله: (ولا قبرا مشرفا إلا سويته) ، وقال الأذرعي في قوت المحتاج: ثبت في صحيح مسلم النهي عن التجصيص والبناء. وفي الترمذي وغيره النهي عن الكتابة. وقال القاضي ابن كج: ولا يجوز أن يبنى عليها قباب ولا غيرها.