وقال عليٌّ رضي الله عنه لنْ تخلوَ الأرضُ من قائمٍ لله بِحُجَّة لكيلا تبطل حُجَج اللهُ وبيناته فلو جاز أن يُخطئ الصحابيُّ في حكم ولا يكون في العصر ناطق بالصواب في ذلك الحكم لم يكن في الأُمَّة قائم بالحقِّ في ذلك الحكم لأنهم بين ساكت أو مخطئ ولم يكن في الأرض قائمٌ لله بحجَّة في ذلك الأمر ولا من يأمر فيه بمعروف أو ينهى فيه عن منكر حتى نبغت النابغة فقامت بالحجَّة وأمَرَت بالمعروف ونَهَتْ عن المنكر وهذا خلاف ما دلَّ عليه الكتابُ والسنةُ والإجماعُ
الوجه الثالث عشر أنهم إذا قالوا قولاً أو بعضُهم ثم خالفهم مخالف من غيرهم كان مُبتدئًا لذلك القول ومبتدعًا له وقد قال صلى الله عليه وسلم عليكم بسنًّتي وسنَّةِ الخلفاءِ الراشدين المَهْدِيِّين من بعدي تمسَّكوا بها وعَضُّوا عليها بالنواجذ وإيَّاكم ومُحْدَثاتِ الأمور فإنَّ كلَّ بدعةٍ ضلالة فلا يجوز اتِّباعُه