من حديثٍ عن رسول الله صلى الله عله وسلم لعلمه باللغة ودلالةِ اللفظ على الوجه الذي انفردوا به عنَّا أو لقرائن حالية اقترنت بالخطاب أو لمجموع أمور فهموها على طوال الليالي من رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ومعرفة سيرته وسماع كلامِه وتبيُّن مقاصده وشهود تنزيل الوحي ورؤية التأويل فإن العلم بهذه الأشياء تكشف المرادَ كشفًا تزول معه كلُّ شبهة
وأما المدارك التي شَرِكْناهم فيها من دلالات الألفاظ والأَقْيِسة فلا ريب أنهم كانوا أَبَرَّ قلوبًا وأعمق علمًا وأقلَّ تكلُّفًا وأقربَ إلى أن يُوَفَّقوا لما خصهم اللهُ به من توقُّد الأذهان وفصاحة اللسان وسَعَة العلم وتقوى الرب وحُسْن القصد وغير ذلك من الأسباب التي توجب التوفيق للحق فإذا كان قد امتاز عنَّا بطرق الأحكام وفُضِّل علينا فيما شَرِكَنا من الطرق عُلِمَ علمًا ضروريًّا أن الظن الذي يحصل لنا بقوله الذي قاله أقوى وأرجح من الظنِّ الذي يحصل بِتأويلاتنا ومقاييسنا ومن شكَّ في هذا أو قاسهم بغيرهم من المجتهدين أو أُعْجِب برأي نفسِه فَلْيُعَزِّ نفسَه من العقل والدين
الوجه الثاني عشر أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال لا تزالُ طائفةٌ من أُمَّتي ظاهرينَ على الحقِّ