الصحابة وجدَ ظنًّا ضروريًّا بقوة ما يقوله الصحابي على من يخالفه
الوجه الحادي عشر أن الصحابيَّ إذا أفتى بفُتْيا أو قال قولاً أو حكم حكمًا فله مدارك انفرد بها عنا وله مدارك نشاركه فيها فأما ما يختص به فيجوز أن يكون قد سمعه من النبيِّ صلى الله عليه وسلم أو من آخر من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم فإنَّ ما انفردوا به من العلم عنَّا أكثر من أن يُحاط به
ولا تظنن أن كلاًّ منهم روى ما سمع كلَّه ولا العُشْر فهذا صدِّيق الأُمة لم يَرْو عنه مائةَ حديث وهو لم يغب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء من مشاهده وكذلك عامَّةُ جِلَّة الصحابة قَلَّت روايتهم
وقد كَثُرت رواية أبي هريرة وإنما صَحِبَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم نحو أربعِ سنين فقول من يقول لو كان عنده سماع من النبي صلى الله عليه وسلم لذكره قولَُ من لم يعرف أحوالَهم فإنهم كانوا يهابون الرواية ويعظِّمونها ويُِقِلُّونها خوفَ الزيادة والنقص ويحدِّثون بالشيء الذي قد سمعوه من النبيِّ صلى الله عليه وسلم مرارًا ولا يذكرون السَّماع وتصريحهم بالسَّماع تارةً كتصريحهم بالرأي أخرى فإنهم قد صرَّحوا في مواضع بأنَّهم قالوا بالرأي ويجوز أن تكون تلك الفُتْيا أو الحديث مما اجتمع عليه مَلَؤهم في حادثة أخرى ويجوز أن يكون قد فهمها من آية في كتاب الله أو