وأيضًا فإنَّ القول إذا ثَبَت أن فيه رضا الله لم يكن رضا الله في ضده بخلاف الأفعال فقد يكون رِضَا الله في الأفعال المختلفة وفي الفعل والترك بحسب قصدَيْن وحالَيْن
أما الاعتقادات والأقوال فليست كذلك فإذا ثبت أنَّ في قولهم رضوان الله لم يكن الحقُّ والصواب إلا هو فوجب اتباعُه
فإن قيل السابقون هم الذين صلوا القبلتين أو هم أهل بيعة الرضوان ومن قبلهم فما الدليل على اتباع من أسلم بعد ذلك
قيل إذ ثبت وجوبُ اتباع أهل بيعة الرِّضوان فهو أكبر المقصود على أنه لا قائل بالفرق وكلُّ الصحابة سابق بالنسبة إلى من بعدهم
الوجه الثاني قوله اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ [يس 21] هذا قصه الله عن صاحب يس على سبيل الرِّضا بهذه المقالة والثناء على قائلها والإقرار له عليها وكلُّ واحدٍ من الصحابة لم يسألنا أجرًا وهم مهتدون بدليل قوله خطابًا لهم وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) [آل عمران 103] ولعلَّ من الله واجب
وقوله وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا إلى