قوله بعد أن ذكر المهاجرين والأنصار وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا [الحشر 10]
وأما تخصيصُ اتِّباعهم بأصول الدين فلا يصح لأن الاتباع عام ولأن من اتبعهم في أصول الدين فقط لو كان متبعًا لهم على الإطلاق لكنَّا متَّبعين للمؤمنين من أهل الكتابَيْن ولم يفرَّق بين اتباع السابقين من هذه الأمة وغيرها
وأيضًا فإنه إذا قيل فلانٌ يتبع فلانًا واتبعَ فلانًا وأنا مُتِّبع فلانًا ولم يُقَيِّد ذلك بقرينةِ لفظه ولا حالِه فإنه يقتضي اتباعه في كلِّ الأمور التي يتأتَّى فيها الاتباع لأنَّ من اتبعه في حالٍ وخالفه في حالٍ أُخرى لم يكن وصفُه بأنه متَّبع بأولى من وصفه بأنه مخالف ولأنَّ الرضوان حكم معلَّق باتباعهم فيكون الاتباع سببًا له لأنَّ الحكمَ المعلَّق بما هو مُشْتَقٌّ يقتضي أنَّ ما منه الاشتقاقُ سبب وإن كان اتباعُهُم سببًا للرضوان اقتضى الحكمَ في جميع موارده إذ لا اختصاص للاتباع بحال دون حال ولأنَّ الاتباع يُؤْذِن بكون الإنسان تبعًا لغيره وفرعًا عليه وأُصول الدين ليست كذلك ولأنَّ الآيَة