محمودًا لم يُفرق بين الاتباع بإحسان أو بإساءة

وأيضًا فيجوز أن يُرَاد به اتباعهم في أصل الدين وقوله بِإِحْسَانٍ أي بالتزام الفرائض واجتناب المحارم ويكون المقصود أن السابقين قد وَجَب لهم الرضوان وإن أساءوا لقوله وما يُدْرِيْكَ أنَّ اللهَ قد اطَّلَع علىَ أهل بدرٍ فقال اعْمَلوا ما شِئْتُم فقد غَفَرْتُ لكم

والثناءُ على من اتَّبَعَهم لا يقتضي وجوبَه إنما يدلُّ على جواز تقليدهم وذلك دليلٌ على جواز تقليد العالم كما هو مذهبُ طوائف من الحنفية والمالكية أو تقليد الأعلم أما الدليل على وجوبِ اتِّباعِهم فليس في الآية ما يقتضيه

قلنا الاتِّباع لا يستلزمُ الاجتهاد لوجوه

أحدهما أن الاتباع في القرآن مثل قوله فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ [آل عمران 31] وقوله وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [الأعراف 158] وقوله وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ [النساء 115] ونحو ذلك لا يتوقَّف على الاستدلال على صحة القول مع الاستغناء عن القائل

الثاني أنه لو كان المراد اتِّباعهم في الاستدلال والاجتهاد لم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015