مقصوده
الوجه العاشر سلَّمنا أن اللفظَ عامٌّ لكن قصره على سببه جائز إذا دلّ دليل على ذلك وهنا أدلة كثيرة تدل على أن عمومه فيه محاذير وقصرُه على سببه لا محذورَ فيه فيكون أولى
الوجه الحادي عشر لا نُسَلِّم أن شيئًا من الوجوب أو التحريم ضرر أو إضرار
قوله الإضرار يفوت المطلوب
قلنا لا نُسَلِّم
قوله الإضرار دار معه وجودًا وعدمًا
قلنا لا نُسَلِّم لأن دورانه معه أن يوجد حيثُ وُجِد ويُعْدَم حيث عُدِم وقد رأينا ما لا يُعَدّ ولا يُحصى من فوات المطلوب ولا يُعد ذلك ضررًا ولا تفويته إضرارًا فإن فضلات المطالب مثل العمر الطويل جدًّا بحيث يعيش عشرة آلاف سنة والمال الواسع بحيث يملك كل ما على الأرض والرِّياسة العامة بحيث يستولي على أقطار المعمورة والعلم المحيط بحيث لا يخفي عليه إلا ما شاء الله والقوَّة التامَّة بحيث يقتدر على ما يريد والسمع النافذ والبصر التام إلى غير ذلك مما هو مطلوب للنفوس في الجملة بمعنى أنها تريدُه وتشتهيه وتسعى في تحصيله لو أمكن وإنما أقعدها عنه اليأس من حصوله فإنه فَوْتُ مطلوبٍ ولا ضررَ على من فاته ذلك