كقوله لا جَلَبَ ولا جَنَبَ ولا شِغَار في الإسلام أنَّما معناه لا تجلبوا ولا تجنبوا ولا تشاغَروا في الإسلام

وكذلك قوله لا حِلْف في الإسلام وما كان من حِلْفٍ في الجاهلية فلم يزِدْه الإسلام إلا شِدَّة ومثل هذا كثير وإذا كان كذلك امتنع أن يُسْتَدَلَّ بذلك على نفي إيجاب الله أو تحريمه لأن الله سبحانه وتعالى لا يجوز أن يُنهى ولا يُؤمَر

ويجوز أن يكون معناه الخير أيضًا وإن كان معناه آئلاً إلى الأمر بأن يَقْصد الإخبار عن الحكم الشرعي والأمر الديني تقديره ليس في دين الله وحكمه أن يتضرَّر أحد ولا أن يضرَّ أحدٌ أحدًا وعُلِمَ هذا بقرينة حاله صلى الله عليه وسلم فإنَّه إنما بُعِثَ لبيانِ الأحكام الشرعية والأمور الدينية فأما ما يَعْلم كلُّ أحدٍ بحواسِّه فلا حاجة إلى بيانه

وأيضًا فإنه قد عُلِمَ أنه لم يُرد نفي وقوع الضرر فعُلِمَ أنَّ المراد نفي كونه دينًا وشرعًا فهو ينفي جوازَه وإباحتَه والمعنى لا يُباح ضررٌ ولا ضِرار

طور بواسطة نورين ميديا © 2015