الاسم لا يدلُّ على ضررٍ متعدي قولُ الإنسان فلانٌ به ضررٌ ومكانٌ ذو ضررٍ أي ضيِّق ويقال لا ضرر عليك ولا ضرورة ولا مضرَّة
وأما الإضرار فهو مصدر أضْرَرْت به أُضِرُّ به إضرارًا إذا أَوْقَعَ به الضرر وأحلَّه به كأنه أَلْصَقَه به ولهذا جِيء بالباء وليست للتعدية فإن الثلاثيَّ يتعدَّى بنفسه فكيف يتعدَّى الرباعيُّ بالباء لكن جِيء بها لزيادة المعنى وهذا المعنى أعمُّ من المعنى على ذلك القول ويؤيده أنه لو أُريد ذلك المعنى لكان الأَقْيس لا ضرّ ولا ضرار
وأيضًا فإنَّ الضرار في الحقيقة ضُرّ فنَفْي الضُّرِّ يستلزمُ نفي المضارَّة كما أن نفي القَتْل والضَّرْب يستلزمُ نَفْي المقاتلة والمضاربة
فإن قيل فقد رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من ضارَّ أضرَّ اللَّهُ به ومن شاقّ شقَّ اللهُ عليه وقال تعالى لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا [البقرة 233] وقال وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ [البقرة 282]