يقول إنما عصيتُ أمرَ الله ولم أعص الله فلا يكون أحد قد عصى الله وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ [الجن 23]

واعلم أَنَّ هذه الأدلَّة عليها أسْوِلَة ليس هذا موضعَ استقصائها

وقول المصنِّف وكذلك تارك الأمر عليه مناقشة لأنه قد قال تاركُ الأمر عاصٍ والعاصي يستحقُّ العقابَ وهذا يُنْتج أنَّ تارك الأمر يستحق العقابَ فإدخالُ كاف التشبيه هنا لا معنى له لأنه يقتضي أن تارك الأمر مُشَبَّه بالعاصي لا أنه قِسْم من العاصيين إذ المُشَبَّه غير المُشَبَّه به

والجوابُ عن هذا على دقة فيه أن الجزء قد يُشَبَّه بالكلِّ ومن هنا سُمِّي هذا النظم قياسًا فكأنَّه قال كما استحقَّ العاصي العقاب يستحقه تارك الأمر لأنه قِسم منه فهو تشبيه لاستحقاق النوع باستحقاق الجنس

قوله ولئن قال لو كان الأمر للوجوب لكان الترك معصيةً في كلِّ صورٍة من صور الأمر صيغةً وليس كذلك

فنقول الكلامُ فيما إذا كان عاريًا عن القرينة النُّطْقية والعقلية

لاشكَّ أن الأمر يدلُّ على أن الأمر أوجبَ الفعلَ إلا أن يدل دليل على أنه لم يوجِبْه وإنما نَدَب إليه وهذا شأْن جميع الأدلة التي تُتْرَك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015