الإيجاب وتثبت عِلِّية المشترك بالمناسبة والدوران كما تقدَّم

واعلم أن هذا القياس فاسدٌ من وجوهٍ كثيرٍة قد تقدَّم ذكرُ بعضها فإنه مجهول الأصل مجهول الجامع والمناسبةُ أو الدوارنُ لا يدل على عِلِّية مشتركٍ لا يُدْرَى ما هو ولا يُدْرَى أين هو لأنه لابدَّ أن يقول المشترك مناسِِبٌ للحكم أو مدار الحكم معه وجودًا وعدمًا

فيقال له لا نُسَلِّم أن المشترك مناسِبٌ أو أنه مدار لأن الحكم على الشيء فرعُ تصوُّرِه ونحن لا نعلم المشترك لأن العلم بالمشترك بين الشيئين فرعُ العلم بالمشتركين فمن لم يعلم المشتركين كيف يعلم المشترك بينهما

أكثر ما عملنا أنَّ الوجوبَ موجودٌ فى بعض الصور وأنَّ له علةً موجودةً في تلك الصور أمََّا أن تلك العلة هي المشترك بينَه وبينَ محلَّ النِّزاع فهذا لم نَعْلَمْه فلابُدَّ أن يضطرَّ إلى بيانِ وصفٍ يعلم أنه مشترك مثل أن يقول كونه مالكًا لمال ونحو ذلك وحينئذٍ تنهالُ الأسولةُ القادحة على هذا المشترك لأن الوصفَ المذكور قد دار معه أوصافٌ كثيرة وهو منقوضٌ بصورٍ كثيرة ومناسبة غير صحيحة لانخرامها بما هو أقوى منها ولأن إضافة الحكم إليه موجبُ انتقاضِها

وإن كان أكثر الأصوليين يقولون لا ينخرم بالمعارضة فمعناه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015