والطير والأسد والثور وغير ذلك من الدوابّ فقلنا معنى الحيوان هو الجسم الحسّاس النامي المتحرك بالإرادة لأنا وجدنا هذا المعنى يعمُّ مواردَ استعمال لفظ الحيوان وكذلك لفظ إنسان وجدناه يَرِدُ على الأسود والأبيض والعربي والعجمي والطويل والقصير والصغير والكبير من الآدميين فقلنا معنى الإنسان هو الحيوان الناطق أو هو الآدمي أو هو البشري أو نحو ذلك من التفسيرات المطابقة لأن هذا المعنى عام لموارد استعمال لفظ الإنسان في اللغة

والتحقيق أن يقال هذا المعنى المدَّعَى أنه مفهوم اللفظ ومسماه وأنه حقيقة اللفظ أو اللفظ حقيقة فيه مطابقٌ لموارد استعمال اللفظ عمومًا وخصوصًا وملازم للفظ وجودًا وعدمًا ودائرٌ معه فهيًا فيه أو عموم المعنى موارد الاستعمال واختصاصه بها دليلٌ على الحقيقة أو عموم المعنى موارد الاستعمال ولزومه لها أو تلازم اللفظ والمعنى في الاستعمال يدلُّ على أنه معناه أو دوران إرادة هذا المعنى من اللفظ مع اللفظ وجودًا وعدمًا دليلٌ على أن المدار حقيقةٌ في الدائر ودليلٌ عليه وموجبٌ له في الاستعمال اللغوي

وإيضاح هذا المعنى المدَّعَى أنه حقيقة اللفظ له ثلاثة أقسام

إمَّا أن يكون اعمَّ من اللفظ كمعنى الجسم النامي بالنسبة إلى لفظ الحيوان وكمعنى الحساس والمتحرك بالإرادة الحيوانية إلى لفظ الإنسان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015