اعلم أن معنى اللفظ يثبتُ بالنقل عن أهل اللسان الذين خُوطِبنا بلغتهم أو بالنقل عن العلماء بلغتهم الذين طلبوا علمها وبحثوا عنها أو بالنقل عن أهل العرف إن كان اللفظ عُرفيًّا أو بالنقل عن أهل العرف الخاص إن كان اللفظ اصطلاحيًّا كألفاظ الفقهاء والنحاة ونحوهم أو يثبت بالاستعمال المجرد وهما ظاهران لكن لفظ التخصيص لفظ اصطلاحي عِلْمي المرجعُ فيه إلى أهل الفقه وأسبابه فيُرجَع فيه إلى النقل عنهم وهم قد ذكروا في تفسير الخصوص هذا المعنى الذي قاله إما باللفظ الذي قاله أو بما يُشبِهه مثل أن يقال إخراج ما لم يرد باللفظ العام ونحو ذلك وأما عموم المعنى موارد استعمال اللفظ بحيث لا يستعمل اللفظ في مورد إلا وذلك المعنى الكلي موجود فيه فإن ذلك يدلّ على أن ذلك المعنى هو مفهوم ذلك اللفظ ومسمّاه ومعناه ثم منهم من يقول ذلك المعنى حقيقة ذلك اللفظ ومنهم من يقول ذلك اللفظ حقيقة المعنى ومنهم من يقول الحقيقة استعمال ذلك اللفظ في ذلك المعنى فيجعل الحقيقة تارةً عبارة عن اللفظ وهو المشهور وتارةً عن المعنى وتارةً عن استعمال اللفظ في المعنى والأمر في ذلك واسعٌ
هكذا زعم أصحابُ هذا الجدل ونحوهم والتحقيق أنه لا يُكتفَى بذلك حتى يعمّ موارد الاستعمال ويختص بها بحيث لا يوجد في غيرها وإلاّ فلو وُجِدَ فيها ووُجِدَ في غيرها كان معنى لفظ أعم من ذلك اللفظ مثال ذلك لفظ حيوان فإذا وجدناهُ يُقال للإنسان والفرس