يقول: " أطلق داود من السجن ". قال الله تعالى: (ولئن متم أو قتلتم لإلى الله تحشرون) تنبيهاً على أن الموت سبيل الحياة المستفادة عند الله تعالى. وقال تعالى: (ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم لمغفرةً من الله ورحمة خيرٌ مما يجمعون) وقال تعالى: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتأً بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون فرحين ... الآية) وعلى هذا نبه الله تعلى بقوله: (ثم أنشأناه خلقاً آخر فتبارك الله أحسن الخالقين ثم أنكم بعد ذلك لميتون ثم أنكم يوم القيامة تبعثون) فنبه على أن هذه التغييرات خلق أحسن فنقض هذه البنية لإعادتها على وجه أشرف كالنوى المزروع الذي لا يصير نخلاً مثمراً إلا بعد إفساد جثتها، وكذلك البر إذا أردنا أن نجعله زيادة في أجسامنا يحتاج أن يطحن ويعجن ويخبز ويأكل فيغير تغيرات كثيرة هي فساد لها في الظاهر، وكذلك البذر إذا ألقي في الأرض يعده من لا يتصور مآله وحاله فساداً، فالنفس تحب البقاء في هذه الدار إذا كانت قذرة راضية بالأعراض الدنيوية رضا الجُعَل بالحُش أو جاهله بمآلها في المآل.