وقد انقسمت كتب التفاسير الى هذين النوعين: كتب التفسير بالمأثور، وكتب التفسير بالمعقول.
وعندئذ ينتهى التمهيد الذي قدمته بين يدي البحث، ثم يبدأ القسم الاول من الدراسة، وموضوعه: (مقاتل بن سليمان) ، وهو يشتمل على اربعة أبواب:
الباب الاول: حياة مقاتل.
الباب الثاني: مقاتل وعلم الحديث.
الباب الثالث: مقاتل وعلم التفسير.
الباب الرابع: مقاتل وعلم الكلام.
فى الباب الاول، ذكرت نسب مقاتل وحققت مولده، وان كانت جميع المراجع لم تحدد مولده، الا اننى مضيت اتلمس القرائن والإشارات من كل ما كتب عن مقاتل وبعض معاصريه حتى رجح لدى ان ميلاده كان حوالى سنة 80 هجرية.
ثم تكلمت عن الإقليم الذي نشا فيه وهو خراسان، وعن المدينة التي ولد بها وهي مدينة بلخ، وذكرت انها كانت قبل الإسلام مركزا للزرادشتية والبوذية والمانوية والمسيحية النسطورية وغيرها من الديانات، ثم تحدثت عن بلخ بعد الإسلام، وعن اثر هذه المدينة فى حياة مقاتل. وانتقلت الى الحديث عن تحول مقاتل الى العراق، فرجحت ان يكون ذلك قد تم بين سنة 130 هـ وسنة 136 هـ، حينما أحس بأفول نجم الدولة الاموية، وظهور شان العباسيين.
وفى العراق اقام مقاتل فى البصرة، وهي تزخر بالمعتزلة الذين يقولون بنفي الصفات عن الله، فغلا مقاتل فى اثبات الصفات حتى اتهم بالتشبيه والتجسيم.
ورحل مقاتل بعد هذا الى مكة وبيروت، ولكن المقام لم يطب له فعاد الى العراق بلد الملل والنحل حيث وجد امامه جوا مهيئا لتقبل أفكاره، والاستماع الى تفسيره الكامل للقرآن الكريم، وبذلك ينتهى الباب الاول من الدراسة.
اما الباب الثاني، فقد خصص للكلام عن مقاتل وعلم الحديث، وقد ذكرت فيه ان رجال الحديث جرحوا مقاتلا واتهموه بالكذب والوضع، ثم تكلمت عن مقاتل المدلس، وذكرت امثلة من تدليسه. ثم ذكرت شيوخ مقاتل الذين روى عنهم، وتلاميذه الذين رووا عنه.
ثم رأيت ان بعض الثقات اثنى على مقاتل ورفعه الى منزلة الامامة، فكان لا بد من الموازنة بين الأقوال والآراء المتضاربة التي وردت فى مقاتل.
1- وانتهيت الى ان بعض الذين جرحوا مقاتلا كانوا مبالغين.
2- وان الثناء على مقاتل يتجه بالدرجة الاولى الى التفسير لا الى الحديث.