خاتمة

فى نهاية هذه الدراسة يحسن ان اقدم عرضا موجزا لاهم ما اشتملت عليه.

لقد بدأت بتمهيد موضوعه (التفسير قبل مقاتل) ، وقد تناولت فيه التفسير عَلَى عهد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، ثم التفسير فى عهد الصحابة، رضوان الله عليهم، وبينت انهم تفاوتوا فى التفسير تبعا لمقدار سماعهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولمقدار ما شاهدوا من اسباب النزول، ولمقدار ما ألهمه الله كلا منهم عن طريق الرأي والاجتهاد. ثم ترجمت لاربعة من أشهر مفسريهم هم:

عبد الله بن عباس، وعبد الله بن مسعود، وعلى بن ابى طالب، وابى بن كعب.

ثم انتقلت الى التفسير فى عهد التابعين ووازنت بينه وبين التفسير فى عهد الصحابة، فذكرت ان من خصائص عهد التابعين تدوين التفسير، وكثرة الرجوع الى اهل الكتاب، وكثرة الخلاف المذهبى حول الآيات، وتفسير القرآن جميعه آية آية.

كما ان من خصائص التفسير فى عهد التابعين ظهور مدارس للتفسير متميزة هي:

1- مدرسة مكة، وأصحابها تلاميذ ابن عباس رضى الله عنه.

2- ومدرسة العراق وأصحابها تلاميذ ابن مسعود.

3- ومدرسة المدينة. والمفسرون فيها تلاميذ ابى بن كعب.

ثم تناولت التفسير فى عهد تابعي التابعين، فبينت ان الهمم قد اتجهت فى ذلك العهد الى جميع ما روى من التفسير عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعن صحابته، وعن التابعين، فدونوا علم التفسير فى الكتب، لكن معظم هذه التفاسير ضاع، فلم يبق منها سوى تفسير سفيان الثوري وقد طبع حديثا بالهند، وتفسير عبد الرزاق ابن همام الصنعاني، وهو محفوظ فى مخطوطة بدار الكتب المصرية.

وانتقلت الى الحديث عن التفسير النقلى والتفسير العقلي، وتحرج بعض الصحابة والمتنسكين من القول فى القرآن بالرأي. من ذلك قول الشعبي: «ثلاث لا أقول فيهن حتى أموت: القرآن والروح والرأي» . بينما تجرا آخرون على القول بالرأي فى تفسير القرآن.

وقد كان اكثر من قام بالتفسير العقلي علماء العراق، اصحاب مدرسة الرأي فى التشريع، وتلاميذ ابن مسعود أستاذ اصحاب الرأي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015