كون (لفظ) المؤمنين فى الآية يراد به شخص واحد، وعلمنا من السياق ان الولاية هاهنا ولاية النصر، لا ولاية التصرف والحكم، إذ لا مناسبة له فى هذا السياق، وقد رد عليهم الرازي وغيره بوجوه.

وهذه المجادلات ضارة غير نافعة، فهي التي فرقت الامة وأضعفتها، فلا نخوض فيها. ولو كان فى القرآن نص على الامامة لما اختلف الصحابة فيها، ولاحتج به بعضهم على بعض، ولم ينقل ذلك) (?) .

وأخيرا نقول:

ان فى تفسير مقاتل ما يؤيد انه كان شيعيا زيديا، غير ان تشيعه مقصور على تفضيل على رضى الله عنه، ولم يؤثر فى تفسيره جميعه ما يخرجه عن التشيع المحمود الى التطرف المذموم.

بل نقول جازمين ان تفسير مقاتل ليس فيه من مظاهر التشيع الا تفضيل على وليس فيه اكثر من هذا.

والعيب الذي يمكن ان يوجه الى مقاتل فى ذلك ينحصر فى أمرين:

أولهما: ان الآية قد تكون فى جميع المؤمنين فيقصرها على علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

وثانيهما: ان الروايات التي تنسب فضلا خاصا لعلي وآل بيته قد تكون واهية، لكنه مع ذلك يقبلها ويفسر بها الآية. ويلحق بهذا إيثاره بعض الروايات على روايات أصح منها، لان الاولى تنسب الى على فضلا لم تنسبه الثانية.

من ذلك ما

أورده مقاتل فى أول سورة التوبة حين قال: لما نزلت براءة بعث النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر الصديق على حج الناس، وبعث معه ببراءة من أول سورة براءة إلى تسع آيات، فنزل جبريل فقال يا محمد إنه لا يؤدي عنك إلا رجل منك، ثم تبعه على بن ابى طالب فأدركه بذي الخليفة، على ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذها منه.. (?) .

ورجع أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله نزل فى شيء؟

فقال: (لا ولكن جبريل جاءني فقال: لن يؤدى عنك الا أنت او رجل منك) (?) .

وقد أورد ابن كثير فى تفسيره رواية مقاتل هذه وفى اسنادها: قال عبد الله ابن احمد بن حنبل حدثنا محمد بن سليمان حدثنا لوين حدثنا محمد بن جابر عن سماك عن حنش عن على رضى الله عنه. وساق الرواية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015