وقت طلوع الشمس فلم يروا عين الشمس، وسلطها عليهم فأكلت لحومهم ودماءهم وتركتهم عظاما بادية، ودخلت واحدة منها فى منخري الملك فمكثت فيها اربعمائة سنة يعذبه الله بها، حتى كان يضرب رأسه بالمرزبة فى هذه المدة، ثم أهلكه الله بها (?) .

على ان هناك وجها آخر لهذه المسالة، فنحن لا نعتقد ان هذه البيانات العجيبة الغريبة سواء منها ما روى عن اصحاب رسول الله وتابعيهم من غير مسلمي اهل الكتاب، ام ما روى عن مسلمي اهل الكتاب، مخترعة من قبل الذين أوردوها جوابا عن سؤال او توضيحا لمسالة من المسائل او قصة من القصص، لان هذا يقتضى ان يكونوا جميعهم كذابين مفترين.

ونحن ننزههم عن ذلك، ونرجح ان هذه البيانات مما كان متداولا فى بيئتهم.

ومن المحتمل جدا ان تكون واردة فى كتب وقراطيس لم تصل إلينا. كما ان من المحتمل ان بعضها كان من بعض الناس، ثم لفقوا لها الأسانيد.

وعلماء الحديث يذكرون ان من اسباب رفض الحديث ان يكون به علة قادحة تمنع من قبوله.. وكم فى هذه الاسرائيليات من شذوذ وعلل قادحة.

كثير من اخبار الأنبياء وقصصهم ورد ذكره فى القرآن، كما ورد فى كتب العهد القديم والجديد.

ومع ذلك انفرد القرآن باخبار عن بعض هؤلاء الأنبياء لم ترد فى الاسفار المتداولة اليوم، مثل المحاورة بين الله والملائكة فى صدد خلق آدم وخلافته. وامر الله الملائكة بالسجود له، وامتناع إبليس وتخلف احد أبناء نوح عن الركوب فى السفينة وغرقه.

وتوبة آدم وقبول الله لها. وقصص ابراهيم مع أبيه وقومه، واسكان ابراهيم بعض ذريته فى منطقة المسجد الحرام، وبنائه البيت هو وإسماعيل، وايمان سحرة فرعون. ومؤمن آل فرعون، وصنع داود للدروع، وحكومة داود وسليمان فى الحرث الذي نفشت فيه غنم القوم، وتسخير الخيل والطير لداود، وتسخير الجن والريح والطير لسليمان، وبناء الجن له التماثيل والمحاريب، وغوصهم له، وتقييده إياهم بالاغلال، وقصة الهدهد وملكة سبا وعرشها، والصرح الممرد من القوارير، وإحضار الذي عنده العلم عرشها فى لمح البصر. والجسد الملقى على عرشه والصافنات الجياد، ومائدة عيسى وكلامه فى المهد وغير ذلك بكثير (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015