وقد وردت أشياء كثيرة فى القرآن مغايرة قليلا او كثيرا لما ورد فى الاسفار مثل نسبة صنع العجل للسامري فى القرآن بدلا من هارون فى الاسفار، وشق قميص يوسف وهمه بامراة العزيز، ومثل ما جاء مباينا للقرآن فى قصص يونس وأيوب وزكريا ومريم وأمها وغير ذلك كثير ايضا.
(ونحن نرجح انه كانت هناك اسفار وقراطيس لم تصل إلينا فيها ما هو المتطابق مع ما جاء فى القرآن، وانه كان فى هذه الاسفار والقراطيس التي لم تصل إلينا كثير من البيانات التي تروى عن مسلمي اهل الكتاب، وعن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتابعيهم من غير مسلمي اهل الكتاب.
وفى الاسفار المتداولة اليوم إشارات الى اسفار كانت موجودة فى القديم ثم فقد تداولها فى هذه الأيام.
من جملتها توراة موسى التي كتبها بيده، ودون فيها تبليغات الله تعالى ووصاياه، والألواح، ومدونة وصفت بالنشيد الرباني، واسفار عديدة اخرى: مثل اسفار ياشر وعدى واخيلو وشيلو، واخبار ايام كل ملك من ملوك إسرائيل ويهوذا.. إلخ، مما يمكن ان يكون مثالا يقاس عليه) (?) .
وقد ذكر القرآن ان اليهود حرفوا التوراة (?) ، وكتموا بعض ما انزل الله (?) ، وأضافوا الى التوراة ما ليس منها (?) ، وجحدوا ما انزل الله كفرا وعنادا، قال تعالى:
وَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ الَّذِي جاءَ بِهِ مُوسى نُوراً وَهُدىً لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَراطِيسَ تُبْدُونَها وَتُخْفُونَ كَثِيراً، وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلا آباؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (?) .