الدارس لكتب التفسير القديمة يجد بيانات مسهبة حول القصص والشخصيات والاعلام والاحداث القرآنية، معزوزة الى بعض اصحاب رسول الله وتابعيهم، من غير مسلمي اهل الكتاب: أمثال عبد الله بن مسعود، وابن عباس، وابى هريرة، وابى ذر، وعبد الله بن جابر، ومسروق، ومجاهد، وعكرمة، والحسن، والضحاك وسعيد بن جبير، وزيد بن اسلم، وعطاء، وطاوس، وابن اسحق، وغيرهم. ويجد فى هذه البيانات اغرابا ومبالغة وخيالا وبعدا عن المنطق والعقل والإمكان.

ومنها ما رووه بصيغة أحاديث نبوية غير واردة فى كتب الأحاديث المعتبرة، بحيث تكون تسمية البيانات جميعها بالاسرائيليات ليس صحيحا، وانما هو من قبيل التغليب.

ومن هذه البيانات ما يدور حول قصص وشخصيات وأعلام واحداث قرآنية ليست واردة فى اسفار اهل الكتاب، وبخاصة اسفار العهد القديم، مثل قصص هود وقومه عاد فى الأحقاف، وتبع، وصالح وقومه ثمود فى الحجر، وشعيب وقومه فى مدين، واصحاب الايكة واهل الرس، ولقمان، وذى القرنين، واصحاب الكهف، وغير ذلك مما هو عربي او غير اسرائيلى بالاضافة الى البيانات التي تساق على هامش قصص ابراهيم عليه السلام، والتي لم تذكر فى الاسفار (?) .

والامثلة على هذا القصص لا حصر لها فى كتب التفسير، ومن ذلك ما يروى عن قتادة فى سياق إنشاء ابراهيم بيت الله مع إسماعيل (?) ، من ان آدم حين هبط الى الأرض كان رأسه فى السماء ورجلاه فى الأرض، وانه طاف بالبيت فى مكة، ومد الله له فى خطوه فكان بين كل خطوتين مفازة، فطاف آدم بالبيت، وطاف به من بعده الأنبياء (?) .

ومن ذلك ما يروى عن السدى عن زيد بن اسلم فى سياق المناظرة بين ابراهيم عليه السلام والملك نمروذ. وهذه القصة قد وردت فى تفسير مقاتل (?) ، كما وردت فى تفسير ابن كثير (?) ، وفيها ان الله سلط العوض على النمروذ وجنوده

طور بواسطة نورين ميديا © 2015