الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد: فيا أيها الإخوة الكرام! إن الإسلام يعاني من فريقين: الفريق الأول: ينتسبون إليه وهم من جلدتنا، ويتحدثون بألسنتنا، ولكنهم يطعنون في البنيان من الداخل.
الفريق الثاني: هم أعداؤنا، وعداوتهم ظاهرة واضحة: {وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ} [البروج:20].
إن قضية الختان قضية يسيره، بسطها كل الفقهاء في كتبهم، لكننا أحياناً نغض الطرف عما قالوا، وأذكر لكم معنى الختان أولاً، ثم رأي الأئمة الأربعة فيه، ثم أقوال أهل العلم قاطبة، ثم الأدلة على مشروعية الختان في حق الذكور والإناث.
الختان: من ختن، وهو قطع القلفة من الذكر، والخفض عند الأنثى، وهو القطع من الجزء الذي يعلو مجرى البول بقدار عرف الديك، بشرط أن يكون القطع للأنثى يسيراً مهذباً، حتى لا يعرضها لبرود جنسي، لذلك الخفض للمرأة، والقطع للذكر كما قال الفقهاء، هذا هو تعريف الختان.
أما عن أقوال الفقهاء فاسمعوا ماذا قال أئمة الإسلام: قال الشافعي: الختان واجب للذكور والإناث.
وقال أحمد بن حنبل: هو واجب للذكور، ومكرمة في حق الإناث، ورواية أخرى عنه: الوجوب.
وقال مالك وأبو حنيفة: هو سنة للرجال، مكرمة للنساء.
إذاً: نستطيع أن نقول: إن أئمة الإسلام ذهبوا إلى مشروعيته، إنما الخلاف في الحكم، هل هو واجب أم مستحب؟ ولم يقل أحد: إنه غير مشروع أو أنه ليس من الدين.
اسمع إلى هذا الحديث المتفق عليه: (من سنن الفطرة عشر)، والفطرة هنا بمعنى الطريقة أو السنة، ليس بمعناها عند الأصوليين وإنما هي بمعنى الطريقة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (فمن رغب عن سنتي فليس مني).
قال صلى الله عليه وسلم: (من سنن الفطرة: الختان، والاستحداد، ونتف الإبط، وتقليم الأظافر، وحف الشارب، وإعفاء اللحية)، هذه من سنن الفطرة، فالختان من سنن الفطرة، أي: الطريقة التي هي شعيرة من شعائر هذا الدين.
لذلك اسمع إلى ما قال الشيخ جاد الحق شيخ الأزهر، ومن هنا اتفقت كلمة الفقهاء على أن الختان للرجال والنساء، وأنه من فطر الإسلام وشعائره وأنه أمر محمود، ولم ينقل عن أحد من فقهاء المسلمين -فيما طالعنا من كتبهم- قول بمنع الختان للرجال والنساء، وشيخ الأزهر يقول: لم ينقل عن أحد من فقهاء المسلمين أنهم قالوا بمنع الختان.
واسمع إلى ما نقل من كتاب (الاختيار شرح المختار) في فقه الأحناف: وأشير هنا إلى ما قاله الإمام أبو حنيفة: إنه لو اجتمع أهل مصر -يعني: أهل بلد- على ترك الختان قاتلهم الإمام؛ لأنه من شعائر الإسلام وخصائصه، هذا كلام أحد الأئمة الأربعة، وبعد ذلك تعقد المؤتمرات من السافرات، والعلمانيات والمبنطلات يتحدثن في مشروعيته، ما لكم أنتم، وما لدين الله، دين الله له العلماء والأئمة الأعلام، إن كنتم شافعية عودوا إلى فقه الشافعي إن كنتم مالكية ها هو فقه الإمام مالك، ولكنكم رفضتكم موائد الفقه، أكلتم من موائد إخوان القردة والخنازير.