هناك ضوابط شرعية في ختان الإناث: وهي أنه يجب على ولي الأمر أن يعرض ابنته على طبيبة مسلمة، فإن قررت أن الختان في حقها مكرمة أجرت لها، وإن قررت أنه لا ختان لها، فهذا هو الأولى؛ لأن هناك حالات يشرع لها الختان، وحالات لا يشرع لها الختان، فحينما يزيد البظر عن طول معين فلابد من تهذيبه، لأنه أحضى للزوج، وأنضر للوجه، وتهذيب للشهوة، أما أن تترك البنت هكذا حتى لو كان بظرها طويلاً دون ختان، قال الأطباء المسلمون: إن المرأة غير المختونة عصبية المزاج، حادة الثورة، تثار بأقل فعل للاحتكاك، لذلك قال العلامة ابن تيمية في فتاويه: وكان الرجل يعير قديماً إن لم تكن أمه مختونة، فيقال له: يا بن القلفاء.
يعني: أن أمك تتطلع إلى الرجال أكثر، فإن قال قائل: أحاديث الختان ضعيفة، فأقول: بوب البخاري في كتاب الغسل: باب التقاء الختانين.
أي: ختان الرجل وختان المرأة، (إذا مس الختان الختان وجب الغسل) قد يقول قائل: هو يقول هذا من باب التغليب والتأدب، فأقول: الحديث واضح سنن الفطرة عشر وذكر منها: (الختان)، والله سبحانه يقول: {لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} [الروم:30].
وللعلامة ابن القيم كلام نفيس في كتاب (تحفة المودود بأحكام المولود) نقله عن علمائنا، فأريد أن تعودوا إليه.
والعلماء يبحثون القضية، هل الأمر مشروع أو غير مشروع، والكلام لشيخ الأزهر الأسبق، وقد أصدر كتاباً قدم له الدكتور علي الخطيب بكلمة قال فيها: وكم للقتال من أساليب، ومن أحد أساليب القتال هو إنكار شعيرة من شعائر الدين، ألا وهي الختان {وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ} [البروج:20] وجاء الشيخ بأقوال أئمة المذاهب الأربعة وذهب إلى مشروعيته.
إن قال قائل: هو غير مشروع، فأقول له: اخسأ هل أنت أفقه من الشافعي؟ هل أنت أفقه من مالك؟! هل أنت أفقه من ابن حنبل؟! نحن نفهم القرآن والسنة بفهم سلف الأمة، أم أن فقهاء المذاهب الأربعة لم يفهموا النصوص وفهمتها أنت يا رويبضة، يا لكع، وتريد أن تستنبط من النصوص ما عجز أئمة المذاهب عن استنباطه، والشافعي قال بوجوبه، وأحمد قال باستحبابه أو وجوبه، ومالك وأبو حنيفة قالا باستحبابه، أم أن علماء الأمة كانوا لا يفهمون وأنت الذي تفهم، نسأل الله العافية.
أيها الإخوة الكرام الأحباب الأمر واضح بين، فالذين ينادون بمنع الختان مطلقاً يريدون غير ما نريد، يريدون للفاحشة أن تسود في الأمة.
أسأل الله أن يعيننا على أن ندحض آراء المستشرقين والعلمانيين.
اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا.
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.
اللهم إنا نسألك رضاك والجنة، ونعوذ بك من سخطك والنار.
اللهم حبب إلينا الإيمان، وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان.
اللهم اجعلنا من الراشدين.
اللهم استر عوراتنا، واحفظ فروجنا، وحجب نساءنا، وعليك يا رب بأعدائنا.
اللهم وارزقنا قبل الموت توبة، وعند الموت شهادة، وبعد الموت جنة ونعيماً.
اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا إلى النار مصيرنا.
اللهم استر عوراتنا، وآمن روعاتنا، وآمنا في أوطاننا.
اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين، وأذل الشرك والمشركين، إنك على كل شيء قدير، وأنت حسبنا ونعم الوكيل.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.