أيها الإخوة الكرام! من الأحكام الفقهية الهامة التي غابت عن واقعنا اليوم أحكام الجنائز، فأريد أن أبين بعض أحكام الجنائز التي تخفى على الكثير، وربما أنها بدعة، إذ تحولت السنة إلى بدعة والبدعة إلى سنة في كثير من الأمور؛ لأننا غيبنا السنة عن حياتنا.
يسن أن يحمل الميت على سرير مكشوف لا يغطى كالتابوت الذي عند أهل الكتاب، ولا بأس أن يستر بشيء لكنه يكشف، ولا يحمل في تابوت مغلق كما يفعل في الأرياف؛ فإنهم يحملونه في صندوق وفوق الصندوق غطاء خشبي، وفوق الغطاء الخشبي غطاء آخر، ثم فوق الاثنين ورد، وهذا كله لم يثبت عن رسولنا صلى الله عليه وسلم، وإنما الميت يحمل على سرير مكشوف.
وواجبنا تجاه الميت: الإسراع بغسله، والغسل لابد أن نعلمه الناس، وتكفينه، ثم الصلاة عليه.
والصلاة على الميت إما أن نصليها في المصلى كصلاة العيد، وهذا ثابت لاشك في ثبوته، وإما أن نصلي عليه داخل المسجد، وقد أنكرت عائشة على من أنكر الصلاة على الميت داخل المسجد، فقالت: صلينا على سهيل بن بيضاء في المسجد.
وهذا قول بعض الفقهاء كالحنابلة، والسنة الغائبة الآن هي الصلاة على الميت خارج المسجد، فنحن لا نخالف أو نقول بعدم جواز الصلاة على الميت داخل المسجد، فهذا ثابت، ولكن هل منا أحد يصلى عليه في المصلى؟ إن صلينا على الميت في المصلى فأنا على يقين أن الناس سيقولون: أحدثوا بدعة، والغالب من فعل النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلي على الجنائز خارج المسجد، هذا غالب فعل النبي صلى الله عليه وسلم، إنما كان أحياناً يصلي داخل المسجد، فالأمر فيه سعة، ولا نحجر واسعاً، لكن يوم أن تغيب السنة يستحب أن نفعلها لإعلام الناس بها؛ حتى يعلم الناس جواز هذا الفعل.
ويستحب أيضاً ألا تدخل الجنازة إلى المسجد إلا بعد أن تتم الصلاة، فتدعى الجنازة من خارج المسجد، ثم يصلى عليها.
أسأل الله سبحانه وتعالى بفضله وكرمه أن يرزقنا علماً نافعاً، وقلباً خاشعاً، ولساناً ذاكراً.
اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع.
اللهم اجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا، وجلاء همنا وغمنا.
اللهم إنا نسألك رضاك والجنة.
اللهم ارزقنا قبل الموت توبة، وارزقنا عند الاحتضار شهادة، وارزقنا بعد الموت جنة ونعيماً.
يا رب لا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا إلى النار مصيرنا، واجعل الجنة هي دارنا وقرارنا.
اللهم بيض وجوهنا يوم تسود وجوه، اللهم بيض وجوهنا يوم تسود وجوه، اللهم بيض وجوهنا يوم تسود وجوه.
اللهم ثبت أقدامنا على الصراط.
اللهم أمنا عند الفزع الكبر.
اللهم ارحمنا إذا لم يزرنا زائر، ولم يذكرنا ذاكر، اللهم ارحمنا ونحن في القبور فرادى.
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا.
اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وأغننا بفضلك عمن سواك.
اللهم استرنا ولا تفضحنا، وأكرمنا ولا تهنا.
اللهم إنا نسألك أن تنصر الإسلام وأن تعز المسلمين.
اللهم انصر أهل فلسطين، اللهم اربط على قلوبهم، وسدد رميهم، ووفق يا رب جمعهم.
اللهم اخسف باليهود الأرض، فإنهم لا يعجزونك، اللهم جمد الدم في عروقهم، ويبس الطعام في أفواههم.
اللهم انصر دينك في مشارق الأرض ومغاربها.
اللهم إن اليهود قد بغوا وتجبروا وظلموا وأنت القوي المتين، اللهم أرنا فيهم آية، اللهم أرنا فيهم آية، فإنهم لا يعجزونك يا رب العالمين، اللهم زلزل الأرض من تحت أقدامهم، واخسف بهم الأرض، فأنت القوي المتين.
اللهم إنا نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس، يا أرحم الرحمين، أنت ربنا ورب المستضعفين، إلى من تكلنا؟ إلى عدو يتجهمنا أم إلى ضعيف ملكته أمرنا؟ إن لم يكن بك غضب علينا فلا نبالي.
اللهم إنا نسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، ونسألك حبك وحب من يحبك، وحب كل عمل يقربنا إلى حبك.
اللهم يا مثبت القلوب ثبت قلوبنا على دينك، ويا مصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك.
اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن، ونسألك الإخلاص في القول والعمل وفي السر والعلن، إنك ولي ذلك والقادر عليه.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.