وهذه الأعمال (أي العبادات) قليلة، سهلة، ليس فيها مشقة بليغة، وليس فيها حرج.
أولها: أن يركع في الصباح ركعتين يناجي فيهما ربه، يسأله من خيره، ويعوذ به من عقابه، وأن يتوضأ قبلهما أي يغسل أطرافه، أو يغسل جسده كله (ان كانت به جنابة).
وأن يركع وفي وسطه أربعا، ثم رابعا، وأن يركع بعد غياب الشمس ثلاثاً، وفي أول الليل أربعاً (?).
هذه هي الصلوات المفروضة، لا يستغرق اداؤها كلها نصف ساعة في اليوم، لا يشترط لها مكان لا تؤدى إلا فيه، ولا شخص معين (أي رجل دين) لا تصح الا معه، ولا واسطة فيها (ولا في العبادات كلها) بين المسلم وربه.
الثاني: ان في السنة شهرا معينا، يقدم فيه المسلم فطوره، فيجعله في آخر الليل بدلا من أن يكون في أول النهار، ويؤخر غداءه إلى ما بعد غروب الشمس، ويمتنع في النهار عن الطعام والشراب ومعاشرة النساء، فيكون من ذلك شهر صفاء لنفسه، وراحة لمعدته، وتهذيب لخُلقه، وصحة لجسده، ويكون هذا الشهر مظهرا من مظاهر الاجتماع على الخير، والتساوي في العيش.
الثالث: انه اذا فضل عن نفقات نفسه، ونفقات عياله، مقدار من المال محدود، بقي سنة كاملة لا يحتاج اليه، لأنه في غنى عنه، كلف أن يخرج منه بعد انقضاء السنة، مبلغ (2,5) في المئة، للفقراء والمحتاجين، لا يحس هو بثقلها، ويكون منها عون بالغ للمحتاج، وركن وطيد للتضامن الاجتماعي، وشفاء من داء الفقر، الذي هو من شر الادواء.
الرابع: ان الاسلام رتب للمجتمع الاسلامي، اجتماعات دورية. اجتماع بمثابة مجالس الحارات، يعقد خمس مرات في اليوم، مثل