قصة هذا الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم

في صدر الطبعات السابقة، فصل عنوانه (قصة هذا الكتاب) أعدت النظر فيه اليوم، فوجدت أني لم أسرد فيه القصة من أولها.

ولعل أول القصة كان أيام الحرب الأولى (حرب سنة 1914) وهي الأيام التي بلغت فيها سن التمييز، وأدركت ما يحيط بي، فوجدت في بيت أبي دروساً يلقيها على تلاميذه بعد الفجر، وقبل العشاء، وكانت دروساً تختلف عن دروس المدرسة التي كنت أذهب إليها، وكان التلاميذ فيها مشايخ بعمائم ولحى، لم يكونوا صغاراً كتلاميذ المدرسة، فكنت أستمع اليها ولو لم أفهمها، كما أستمع الى دروس المدرسة. فكانت دراستي بذلك مزدوجة: درست في المدارس الى نهاية الجامعة، وكنت مع ذلك أتلقى العلم عن العلماء. عن أبي (الشيخ مصطفى الطنطاوي) أولا، وكان من صدور الفقهاء في الشام، وكان أمين الفتوى عند المفتي الشيخ أبي الخير عابدين، فلما توفي رحمه الله، في شعبان سنة 1343 هقرأت على غيره من العلماء (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015