وقد أحل الله له أكثر من أربع، فأعطاه بذلك أكثر من باقي المسلمين. ولكنه حرمه بالمقابل حقا منحه لكل زوج، وهو حق الطلاق.

على ان القوة الجنسية ليست عيبا، وكيف وهي مظهر الرجولة؟ وفيم تكون الرجولة إن لم تكن في هذا؟ لكن العيب، أن يحيا الرجل لها وحدها، ولا يفكر الا فيها، وأن يطلبها من طريق الحرام.

وقصة زواجه يزينب هذه التي يجتر بتردادها الخصوم، لا تستحق أقوالهم فيها الرد، لأنها في الواقع مبنية على تحريف متعمّد للواقع، أو على سوء فهم ظاهر.

وزينب فتاة جميلة، وهي قريبة من الرسول، لو كان قد فكر فيها لتزوج بها، وكان ذلك لو أراده أكبر أمانيها وأماني أهلها، ولكن الله جعلها محوراً لاصلاحين اجتماعيين من الاصلاحات الاسلامية، واحد كانت هي مكان التجربة فيه، والآخر كان مكانه الرسول نفسه.

أراد الاسلام القضاء على هذه العزة الجاهلية، وهذا الشعور الطبقي، بتزويج زينب - وهي من أشرف أسر العرب - بزيد وهو أسير متبنى، لا يُعدُّ في نظر هذا المجتمع كفؤاً لها. فتزوجته على كره منها ومن أهلها، وكانت حياتها سلسلة متصلة من المنازعات، وكان كلاهما يتمنى الفراق، ولكن الرسول يمنعه من طلاقها، ويقول له:

(أمسك عليك زوجك واتق الله).

حتى امتلأت الكاس وفاضت، ولم يبق إلى الاحتمال سبيل .. فطلقها!

وهنا تجيء التجربة الثانية وهي أصعب وأشق، ويكون على الرسول حمل عبئها، بزواجه من زينب، لابطال عادة التبني، وبيان ان زوجة المتبنى لا يحرم على المتبني. والصعوبة فيها في تعريض محمد لأن يظن به هذا المجتمع أنه تزوج امرأة ابنه، وهذا الموقف أشق ما مر بالرسول، ومع ذلك قد احتمله راضيا بأمر الله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015