حالها، حبالا وعصيا. أما عصا موسى فقد تحولت (فعلا) إلى حية. ولو كان ثمة آلة تصوير والتقطت صورتها، لظهرت في الصورة حية حقيقية، على حين تظهر حيات السحرة حبالا وعصياً.
لذلك آمن السحرة هذا الايمان السريع، إنهم رأوا شيئاً ليس من السحر ولا من التخييل ولا من التهويل. شيء هز قلوبهم حتى اضطرها إلى الإيمان، وبلغ منهم الايمان مبلغاً، جعلهم يتحدون فرعون ولا يبالون به، إنهم تصوروا عظمة الله الذي آمنوا به، فهانت عليهم عظمة فرعون الزائفة، وربوبيته المكذوبة، لقد صغرت الدنيا في عيونهم فلم يحفلوا بتهديد فرعون اياهم بالصلب وقطع الأعضاء، ان فرعون لا يملك الا تعذيبهم في الدنيا وما الدنيا في جنب الآخرة؟ وما عذابها المؤقت عند نعيم الآخرة الدائم؟ لذلك صرخوا في وجهه مستهينين بقضائه: {فاقضِ ما أنت قاضٍ إنما تقضي هذه الحياة الدنيا}.
إني أتمنى والله وأنا المولود في الإسلام، الذي تسلسل في آبائه الاسلام، أن يكون لي مثل هذا الايمان الذي كان لسحرة فرعون، بعد دقائق معدودات من اسلامهم (?).
الإيمان بالرسل
المعجزتان الكبريان: القرآن: وهذه المزايا الفردة، التي جعله الله بها أهلا لحمل رسالة الاسلام.
ترجمة حياته صلى الله عليه وسلم كانت في ذاتها معجزة.
كان بشرا وأمره الله أن يقرر هذه الحقيقة، ويعلنها للناس لئلا يتخذوه إلها، أو يمنحوه من صفات الألوهية, قال له ربه جلّ وعلا: