ونوع وقع على يد ولي لله صالح، كوجود الطعام عند مريم في المحراب، واحضار الذي عنده علم من الكتاب عرش بلقيس من اليمن إلى فلسطين، في أقل من لمح البصر وتسمى الكرامة.
ونوع وقع على يد كافر، كما صنع السامري لبني اسرائيل من الحلي عجلا له خوار، وتسمى استدراجاً.
ويجب الايمان (أولا) بأن الأنواع الثلاثة ممكنة الوقوع، لأنها وردت في القرآن.
ويجب الايمان (ثانياً) على وجه التفصيل، بكل ما ورد من ذلك في القرآن.
أما ما يرويه الناس من الكرامات ينسبونه إلى بعض من يسمونهم أولياء، فهو خبر، يحتمل الصدق والكذب، فإن كان واقعاً من ولي. والولي هو المؤمن التقي:
{ألا إن أولياء الله لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون}.
ولم يكن فيه معصية، وصدقت به، لم يكن عليك من الله شيء، وان لم يصح عندك فلم تصدق به، لم يكن عليك من الله شيء.
أما ان كانت الكرامة المزعومة تشتمل على معصية، (كبعض ما يروي الشعراني في الطبقات)، أو كانت واقعة من غير مؤمن، أو من غير تقي، فليست كرامة.
الإيمان بالرسل
لما كانت المباراة بين موسى وبين سحرة فرعون، ألقوا حبالهم وعصيهم، فرآها الناس حيات وثعابين. وألقى موسى عصاه فصارت حية، وأكلت هذه الحيات والثعابين. فهل الأمران سواء؟ هل عمل موسى من جنس عمل سحرة فرعون؟!
اذا كان من جنسه فلماذا آمن السحرة؟ كان عمل السحرة خداعا للبصر وإيهاماً للناس. أرَوْهم حيات وثعابين مع أن الحبال والعصي لا تزال على