وقال سليمان الفارسي: أرواح المؤمنين تذهب حيث شاءت، كما قال مالك ـ وقد تقدم ـ وأرواح الكفار في سجين.

وقال ابن قتيبة: ذهب جماعة من العلماء، إلى أن أرواح المؤمنين على أفنية قبورهم.

ومنهم من ذهب من أهل السنة والجماعة، إلى أن أرواح المؤمنين والكفار في القبور، وأن الروح تنعم وتعذب في القبر إلى يوم القيامة، كما أخبر بذلك الصادق المصدوق، وأن القبر روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النار، ولهذا نهى عن الجلوس على القبر، وأمر بالسلام عليهم، وقال: إذا مات أحدكم عرض عليه مقعده بالغداة والعشي، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار، يقال له: هذا مقعدك، حتى يبعثك الله إلى يوم القيامة.

وذهب جماعة من العلماء إلى أن محل الأرواح ومستقرها في سماء الدنيا، كما أخبر بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء، أنه رأى ليلة أسري به في السماء الدنيا آدم عليه السلام، وعن يمينه أرواح أهل السعادة، وعن شماله أرواح أهل الشقاوة.

ومن هذا الباب ما ثبت في صحيح البخاري «من حديث سمرة بن جندب ـ رضي الله عنه ـ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث الرؤيا، إلى أن قال فيه، فأما الرجل الطويل الذي في الروضة فإبراهيم عليه السلام، وأما الولدان حوله فكل مولود يولد على الفطرة، فقيل يا رسول الله: وأولاد المشركين؟ قال: وأولاد المشركين» .

«وفي رواية له: والشيخ في أصل الشجرة إبراهيم والصبيان حوله أولاد الناس» ، فهذا الحديث ليس هو عام في جميع الأرواح، وإنما هو خاص بأرواح الصغار، وما رأيت أحداً ذهب إلى التفرقة بين أرواح الصغار والكبار لهذا الحديث، ولا أعلم أحداً قال به، والله أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015