رضاه وصبره بما ابتلاه الله تعالى به، والله تعالى يمقت من يشكوه إلى خلقه ويحب من يشكو ما به إليه.
قيل لبعضهم: كيف تشتكي إلى من لا يخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء؟ فقال:
قالوا: أتشكو إليه ... ما ليس يخفى عليه
فقلت: ربي يرضى ... ذل العبيد لديه
وذكر ابن أبي الدنيا، عن علي بن الحسن، قال: قال رجل: لأمتحنن أهل البلاء، قال: فدخلت على رجل بطرسوس، وقد أكلت الأكلة أطرافه، فقلت له كيف أصبحت؟ قال: أصبحت والله وكل عرق، وكل عضو، يألم على حدته من الوجع، وإن ذلك لبعين الله، أحبه إلي أحبه إلى الله عز وجل، وددت أن ربي قطع مني الأعضاء التي اكتسبت بها الإثم، وأنه لم يبق مني إلا لساني تكون له ذاكراً، قال: فقال له رجل: متى بدأت هذه العلة؟ قال: أما كفاك؟ الخلق كلهم عبيد الله وعياله، فإذا نزلت بالعباد علة، فالشاكي إلى الله ليس يشكي الله إلى العباد.