والأحاديث المصرحة بأنَّ الله جل وعلا في السماء كثيرة، ولعل المؤلف ـ إن لم يثبت عنده سند هذا الحديث ـ"إنما أورده على سبيل الاستئناس، إذ الاعتماد إنما يكون على الأحاديث الصحيحة الثابتة لا على الضعيف والواهي منها كما سبق تقريره.
" رواه أبو القاسم الطبري"هو صاحب شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، مشهور باللالكائي 1.
ثم لما انتهى المصنف من ذكر أمثلة من أنواع الأدلة على العلو قال:
" وفي هذه المسألة أدلة من الكتاب والسنة يطول بذكرها الكتاب، ومنكر أن يكون الله في جهة العلو بعد هذه الآيات والأحاديث مخالف لكتاب الله، منكر لسنة رسول الله"
أي أيها القارئ إنما سقت لك نماذج وأمثلة يسيرة على أدلة هذه الصفة: صفة العلو، وإلا فإنَّ أدلتها يطول بها الكتاب. ومن أهل العلم من بسطها بسطاً موسعاً في مجلد كبير، مثل الذهبي في كتابه"العلو"، وابن قدامة ابن خالة المؤلف في كتابه"العلو"، وابن القيم في كتابه"اجتماع الجيوش"، وشيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه"الحموية"2.
فالمؤلف ـ رحمه الله ـ ذكر طرفاً يسيراً من هذه الأدلة، وأشار إلى أنها كثيرة جداً يطول الكتاب بذكرها، وأنَّ المخالف في هذه المسألة مخالف للآيات والأحاديث الصريحة فيها.