ويجمعنا معهم في دار كرامته، إنَّه سميع قريب مجيب " وهذه الدعوة مباركة وعظيمة، ولا تتحقق للعبد إلا بسلوكه المعتقد الحق وبلزومه القول والعمل والنية على الطريقة التي كان عليها النبي صلى الله عليه وسلم، فلا تنال مرافقة المصطفى صلى الله عليه وسلم في دار كرامته: الجنة إلا بالعمل، كما قال تعالى: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ} 1، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم ـ لربيعة بن كعب الأسلمي لما قال له: أسألك مرافقتك في الجنة ـ قال:""فأعني على نفسك بكثرة السجود " 2. فلابد من اعتقاد صحيح وعمل جاد وسعي حثيث مع سؤال الله تبارك وتعالى والاستعانة به وطلب الثبات والعون منه تبارك وتعالى، فالتوفيق منه وحده.
" وكلُّ حديث لم نضفه إلى من أخرجه فهو متفق عليه أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما " هذه قاعدة المصنف في تخريج النصوص الواردة في هذا الكتاب، وقد سبق وأن أشرت إليها، وهي أنَّ كلَّ حديث تركه غفلاً بدون أن يذكر من خرجه فهو في الصحيحين، وهذا منه مراعاة للاختصار.
" آخره والحمد لله وحده، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً " والله تعالى أعلم، وكان الفراغ من هذا الشرح مراجعة وتصحيحاً في منتصف شهر شعبان من عام ثلاثة وعشرين وأربعمائة وألف، فلله الحمد وحده لا شريك له، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.