الشاهد من الحديث: قوله صلى الله عليه وسلم مرتين في الحديث:"من في السماء "في قوله: وأنا أمين من في السماء"، ثم قال:"يأتيني خبر من في السماء"، فهذا فيه التصريح بأنَّ الله في السماء، والسماء ـ كما قدمت ـ إما أن تكون المبنية، فتكون"في"بمعنى على. أو تكون بمعنى العلو، وتكون"في"على بابها.

وروى معاوية بن الحكم السلمي"رضي الله عنه"أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم: قال لجاريته: " أين الله؟ قالت: في السماء. قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله. قال: أعتقها فإنها مؤمنة ". رواه مسلم بن الحجاج وأبو داود وأبو عبد الرحمن النسائي

ثم أورد المصنف ـ رحمه الله ـ حديث معاوية بن الحكم في قصته مع جاريته التي كانت مكلفة عنده برعاية أغنامه، فعدى يوماً ذئب على شاة منها فأكلها، فغضب معاوية"رضي الله عنه"وأسف على هذا الأمر وصكها صكة أي: ضربها ضربة شديدة، لكنه ندم على ضربها، فأتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم وعرض عليه عتقها، لعل الله أن يكفِّر عنه تلك الضربة التي ضربها. فطلب النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤتى بها ليَمتحن إيمانَها وليختبرها. فكان الاختبار مكوناً من سؤالين:

سؤال عن المرسِل وهو الله جل وعلا: عن توحيد الله، فسألها:"أين الله؟ "أي الذي يُعبد، ويُخضع له ويُسجد، ويُطاع أمره ويمتثل؟ فأشارت إلى السماء وقالت: في السماء.

والسؤال الثاني عن المرسَل صلى الله عليه وسلم، يتعلق بتجريد المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لها صلى الله عليه وسلم: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه شهادة له صلى الله عليه وسلم بالرسالة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015