سبع سماوات وما بينها، ثم قال: " وفوق ذلك بحر: بين أعلاه وأسفله كما بين سماء إلى سماء، ثم فوق ذلك ثمانية أوعال، ما بين أظلافهن وركبهن ما بين سماء إلى سماء، ثم فوق ظهورهن العرش، ما بين أعلاه وأسفله ما بين سماء إلى سماء، والله تعالى فوق ذلك " رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه القزويني"
هذا الحديث مشهور عند أهل العلم بحديث الأوعال، وهو دال على ما دل عليه الحديث السابق من فوقية الله تبارك وتعالى على خلقه.
والشاهد منه قول النبي صلى الله عليه وسلم في آخره:"والله فوق ذلك"، والمؤلف ـ رحمه الله ـ ساق الحديث لهذا الشاهد، وقد عرفنا أن فوقية الله دلت عليها نصوص كثيرة من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
لكن هذا الحديث الذي ساقه المصنف ـ رحمه الله ـ ضعيف الإسناد، قال الذهبي: " تفرد به سماك عن عبد الله، وعبد الله فيه جهالة " 1، وقال الألباني: " إسناده ضعيف " 2.
فالحديث فيه كلام، ولا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، لكن عدم ثبوته لا يضر هنا، لأنَّ الصفة التي ساق المصنف لأجلها هذا الحديث ثابتة في الحديث الذي قبله، وفي القرآن الكريم، فلعله ذكره هنا استئناساً لا اعتماداً ـ إن كان غير ثابت عنده 3 ـ فإنَّ من أهل العلم من حسَّن هذا الحديث 4، وهذا ربما للشواهد