ومنها: إخباره سبحانه بأنَّه في السماء. ومنها: إخباره سبحانه بصعود بعض المخلوقات وعروجها إليه

ومنها: إخباره سبحانه بنزول كلامه منه، والنزول لا يكون إلا من علو.

ومنها: تصريحه سبحانه بعلوه. ومنها: تصريحه سبحانه بالفوقية: فوقيته على خلقه. وتحت كلِّ نوع من هذه الأنواع عشرات الأدلة.

أما السبب الثاني فهو: أنَّ علو الله عز وجل على كثرة أدلته ووضوح براهينه ودلائله فإنَّ غلط أهل الأهواء والباطل وضلالهم فيه كثير، وكلامهم في إنكار العلو وعدم إثباته كثير جداً، فشككوا الناس في عقائدهم وأديانهم وإيمانهم، وترتب على قولهم الباطل هذا؛ إنكار العلو: الخلوص إلى أحد مذهبين فاسدين:

الأول: أنَّ الله لا فوق ولا تحت، ولا عن يمين العالم ولا عن شماله، ولا داخله ولا خارجه. وهذا وصف لله تبارك وتعالى بالعدم كما قال بعض السلف في وصف هؤلاء المعطلة: " المعطل يعبد عدماً " 1. وقال آخر: " تأملت قول الجهمية، فوجدت مؤداه أنه ليس فوق العرش إله يُعبد، ولا رب يُصلى له ويُسجد " 2؛ لأنهم إذا قيل لهم: صفوا لنا ربكم الذي تعبدون يقولون: لا فوق ولا تحت، ولا عن يمين العالم ولا عن شماله، ولا داخله ولا خارجه، ولا متصلاً به ولا منفصلاً عنه. وهذا هو العدم، بل لو طُلِب من أحد أن يصف العدم بصفة بليغة لما وجد أكمل ولا أحسن من هذه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015