[صفة العلو]

"فمن صفات الله تعالى التي وصف بها نفسه، ونطق بها كتابه، وأخبر بها نبيه: أنَّه مستو على عرشه كما أخبر عن نفسه"

بعد أن ذكر المؤلف ـ رحمه الله ـ تأصيلاً عاماً لمنهج أهل السنة والجماعة، وبيَّن طريقتهم في الصفات، وأنهم يثبتون لله تعالى صفات كماله ونعوت جلاله على الوجه الذي يليق به، بلا تكييف ولا تشبيه، ولا تعطيل ولا تمثيل، بدأ يسوق بشيء من التفصيل بعض صفات الله الثابتة في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وبعض أدلتها على سبيل المثال لا الحصر، شأنه في ذلك شأن أهل العلم في مثل هذه المختصرات.

وهو بما يذكره يرشد إلى ما لم يذكره من صفات الله تبارك وتعالى العظيمة ونعوته الكريمة التي دل عليها كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

وبدأ ـ رحمه الله ـ بهذه الصفة العظيمة: علو الله تبارك وتعالى على خلقه، وذلك فيما يظهر لي ـ والله تعالى أعلم ـ لسببين:

الأول: كثرة الأدلة في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم الدالة على هذه الصفة. ومن أهل العلم من عد أدلة علو الله في الكتاب والسنة بالآلاف، كما قال ابن القيم في كافيته الشافية:

يا قومنا والله إنَّ لقولنا ... ألفاً تدل عليه بل ألفان

فيقسم رحمه الله بالله أنَّ أدلة علو الله تبارك وتعالى ألف أو ألفان. وهي كما بين أهل العلم تدخل تحت أنواع، عدَّ ابن القيم منها عشرين نوعاً، سأذكر بعضها؛ لأنَّ المصنف ـ رحمه الله ـ أشار إلى جملة منها.

فمنها: تصريحه سبحانه باستوائه على العرش.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015