"المحمدية"أي: سنة النبي الكريم محمدصلى الله عليه وسلم.
والطريقة المرضية التي كان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه"رضوان الله عليهم". والمرضية: أي التي رضيها الله كما قال تعالى: {وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً} 1، وقال سبحانه: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ} 2، فهذا طريق رضيه الله لعباده، وطريقة مرضية كان عليها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ومن تبعهم بإحسان.
ولم يتعدوها إلى البدعة أي لم يتجاوزوا السنة المحمدية والطريقة المرضية إلى البدعة، وإنما اكتفوا بالسنة، واقتصروا عليها، ولم يتجاوزوها
. ثم وصف البدعة بصفتين فقال:
"المردية"أي: المهلكة لصاحبها، ومنه قوله تعالى: {وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} 3، أرداكم: أي أهلككم، فالبدعة مهلكة لصاحبها.
" الردية"أي: الفاسدة في نفسها. فهاتان صفتان للبدع عموماً، فهي كلها فاسدة في نفسها ومهلكة لصاحبها.
والمصنف ـ رحمه الله ـ وصف أهل الحق بصفتين، الأولى: تمسكهم بالسنة. والثانية: بعدهم عن البدعة. وهذان الأمران هما اللذان تكون بهما النجاة والسلامة عند حدوث الافتراق والاختلاف، كما قال"صلى الله عليه وسلم: " إنَّه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإنَّ كلَّ محدثة بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالة في النار " "4. وقد عبَّر