وهي ككيفية صفة المخلوق. وليس كلُّ مكيف ممثلاً؛ لأنَّه في بعض أحواله لا يقيس صفة الخالق تبارك وتعالى على صفة المخلوق؛ وذلك إذا قدَّر لصفة الله صفة في ذهنه يخترعها، وليست على ضوء ما يراه ويشاهده من المخلوقات. ومما يدل على بطلان التكييف، والتحذير منه قول الله تبارك وتعالى: {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} 1، وقول الله تعالى: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً} 2.

وأما الأدلة على بطلان التشبيه، فالنصوص في إبطاله كثيرة، منها قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} 3، وقوله: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً} 4، والاستفهام هنا إنكاري بمعنى النفي، أي: لا سمي له. وقوله تعالى: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ} 5، وقوله تعالى: {فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} 6.

فالسلف ـ رحمهم الله ـ يقولون في الله عز وجل: " لا يقاس بخلقه "، ومرادهم بذلك إبطال التمثيل؛ لأنَّ التمثيل قياس للربِّ الكامل العظيم بالمخلوق الناقص الضعيف.

" أو تأويل يؤدي إلى التعطيل"وهذا هو المحذور الثالث من المحاذير التي ينبغي أن يجتنبها المسلم عند إثباته الصفات لله تبارك وتعالى: التأويل.

والتأويل منه ما هو ممدوح، ومنه ما هو مذموم، ولهذا قيد المصنف ـ رحمه الله ـ التأويل بقوله:"الذي يؤدي إلى التعطيل".

فالتأويل الممدوح هو: تفسير النص، وفهم معناه ومدلوله على ضوء مراد الله تبارك وتعالى ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم. فهذا حق ومطلوب، وهو الذي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015